وإقامته على الإحرام حين دخل مكة معتمرا حتى فرغ من إقامة المناسك ولم يعدوا ذلك خلافا من عمر رضي الله عنه ولم يظهروا إنكارا عليه ولو كان ذلك موضع الإنكار لأنكروه ولما تابعوه على رأيه فإن عاد للطعن عليه بأنه أمر للناس بالعطاء من مال

أنه جمع بينهما وكان ابنه عبد الله يخالفه ويقول سنة رسول الله

وَكَذَلِكَ فعل عمر رَضِي الله عَنهُ فِي أَمر الْحَج. نَهَاهُم عَن التَّمَتُّع وَأَن يجمعوا بَين الْحَج وَالْعمْرَة فِي أشهر الْحَج، مَعَ علمه ومشاهدته لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه جمع بَينهمَا، وَكَانَ ابْنه عبد الله يُخَالِفهُ وَيَقُول: سنة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَحَق أَن تتبع، وَتَابعه أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَعَامة الصَّحَابَة على ترك الْجمع بَين الْحَج وَالْعمْرَة مَعَ علمهمْ بِفعل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإقامته على الْإِحْرَام حِين دخل مَكَّة مُعْتَمِرًا حَتَّى فرغ من إِقَامَة الْمَنَاسِك وَلم يعدوا ذَلِك خلافًا من عمر رَضِي الله عَنهُ وَلم يظهروا إنكاراً عَلَيْهِ، وَلَو كَانَ ذَلِك مَوضِع الْإِنْكَار لأنكروه وَلما تابعوه على رَأْيه.

فَإِن عَاد لِلطَّعْنِ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أَمر للنَّاس بالعطاء من مَال الصَّدَقَة وَأَن النَّاس أنكروه.

قيل: عُثْمَان أعلم مِمَّن أنكر عَلَيْهِ. وللأئمة إِذا روأوا الْمصلحَة للرعية فِي شَيْء أَن يَفْعَلُوا وَلَا يَجْعَل إِنْكَار من جهل الْمصلحَة حجَّة على من عرفهَا، وَلَا يَخْلُو زمَان من قوم يجهلون وَيُنْكِرُونَ الْحق من حَيْثُ لَا يعْرفُونَ، وَلَا يلْزم عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فِيمَا أَمر بِهِ إِنْكَار لما رأى من الْمصلحَة، فقد فرق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015