الطريق، ويظهرون الحق ويحيون السنة، ويحاربون البدعة حتى يطهر الله على أيديهم البلاد، وينقذ بدعوتهم العباد، وهذا من تمام النعمة وسعة الفضل من الله تعالى على عباده.
ورجال الفكر وأرباب المعرفة دائما وأبدا يعنون بتراجم الأشخاص وسيرهم، وبالأخص أولئك الرجال الذين حولوا مجرى التاريخ في بلادهم وأوجدوا انقلابات في التفكير، فتراجم هؤلاء بمثابة المصابيح على جانبي الطريق يسترشد بهم الساري ويهتدي بهم القاصد.
ولئن كان بعض الناس يمجدون رجال الفكر أيا كانت وجهاتهم ويغالون في إحياء ذكراهم، بل ربما نصبوا لهم التماثيل، فإننا معاشر المسلمين لا نقدس الشخصيات، ولا ننساق وراء التيارات، ولكن لنا مقاييس تعرض عليها الرجال وأعمالهم، وبقدر ما ترجح كفتهم يكون لهم القدر والمنزلة في نفوسنا، ألا وهي مقاييس الدعوة والإرشاد وميادين الإصلاح في