الثَّانِي قَوْله تَعَالَى {إِن شَرّ الدَّوَابّ عِنْد الله الصم الْبكم الَّذين لَا يعْقلُونَ} جعلهم من جملَة الدَّوَابّ مُبَالغَة فِي الذَّم تنفيرا عَن التعامي عَن الْحق وَترك النُّطْق بِهِ
الثَّالِث قَوْله تَعَالَى {وَمثل الَّذين كفرُوا كَمثل الَّذِي ينعق بِمَا لَا يسمع إِلَّا دُعَاء ونداء}
وَفِيه قَولَانِ
أَحدهمَا أَنه شبه دعاءهم الْأَصْنَام بالناعق بِمَا لَا يسمع إِلَّا دُعَاء ونداء وَفِيه زجر عَن دُعَاء الْأَصْنَام
وَالْقَوْل الثَّانِي فِيهِ حذف تَقْدِيره وَمثل دَاعِي الَّذين كفرُوا إِلَى الْإِيمَان كَمثل الناعق فَيكون تَشْبِيها لَهُم بالبهائم فِي عدم الْفَهم وَلَا يخفى مَا فِيهِ من الزّجر
وَأما مَا يرجع إِلَى مَا مدح الْفَاعِل وذمه فَلهُ أَمْثِلَة
الأول قَوْله تَعَالَى {مثل الْفَرِيقَيْنِ كالأعمى والأصم والبصير والسميع}