وبالمجيء والإتيان عَن التَّعْرِيف بعد الْجَهَالَة وَالْهِدَايَة بعد الضَّلَالَة تَشْبِيها لما غَابَ عَن البصيرة بِمَا غَابَ عَن الْبَصَر فَإِن الْبعد والعزوب سَبَب للغيبة عَن الْإِدْرَاك لمنعها مِنْهُ والقرب والحضور سَبَب الْإِدْرَاك والمشاهدة

وَكَذَلِكَ الْوُقُوف قد يعبر بِهِ عَن التَّعْرِيف فِي قَوْلك وقفته على كَذَا إِذْ عَرفته بِهِ لِأَن الْوَاقِف على الشَّيْء مدرك لما وقف عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وَلَو ترى إِذْ وقفُوا على رَبهم} أَي عرفوه فعرفوه

وَكَذَلِكَ يعبر بالمحبة وَالْكَرَاهَة والسخط والرضى والقرب والبعد والإقبال والإعراض عَن آثارها ولوازمها

وَكَذَلِكَ التَّرَدُّد فِي مساءة الْمُؤمن ذكر عبارَة عَن مَنْزِلَته عِنْد ربه فَإِن من عز عَلَيْك وَكَانَت لَهُ مصلحَة فِي طي مساءة فَإنَّك تَتَرَدَّد فِي ذَلِك لمنزلته لديك بِخِلَاف من هان عَلَيْك فَإِنَّهُ يسهل عَلَيْك مساءة وَلَا تبالي بِمَا ناله قَالَ الشَّاعِر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015