- عبد الله بن أبي زيد القيرواني، أبو محمد، تلميذ ابن اللباد وغيره، وبرع في علوم الشريعة، حتى انتهت إليه إمامة المالكية ورياستها في عصره، وإليه كانت الرحلة من آفاق المغرب، حتى قيل فيه «مالك الأصغر»، وعني بالتأليف، وملأت مصنفاته البلاد، وهو الذي لخص المذهب المالكي، وَرَجَّحَ أَقْوَالَهُ، وجمع بين آراء المتقدمين، ولا سيما في كتابه " النوادر والزيادات " على " المدونة "، إذ استوعب فيه فروع المذهب، فصار بمثابة، " مسند أحمد بن حنبل " عند المحدثين، وهو يخرج في أكثر من عشرين جُزْءًا كبيرًا (?)، وقال ابن خلدون فيه: «وَجَمَعَ ابْنُ أَبِي زَيْدٍ جَمِيعَ مَا فِي الأُمَّهَاتِ مِنَ المَسَائِلِ وَالخِلاَفِ وَالأَقْوَالِ فِي كِتَابِ " النَّوَادِرِ " فَاشْتَمَلَ عَلَى جَمِيعِ أَقْوَالِ المَذَاهِبِ، وَفَرْعِ الأَمَّهَاتِ كُلِّهَا فِي هَذَا الكِتَابِ ... وَزَخَرَتْ بِحَارُ المَذْهَبِ المَالِكِيِّ فِي الأُفُقَيْنِ - المَغْرِبِيِّ وَالأَنْدَلُسِيِّ - إِلَى انْقِرَاضِ دَوْلَةِ قُرْطُبَةَ وَالقَيْرَوَانِ» (?).
وقد ألف ابن أبي زيد " الرسالة المشهورة " التي جمعت في أوراق قليلة عقيدة أهل السنة (?) والفروض في أسلوب بديع، وتناولها المفسرون بأكثر من مائة شرح،