جاء وصف الجمع (أزواج) مفردا (مطهرة) ومقتضى الظاهر أن يقال (مطهرات) ولكنَّ البيان عدل عنه إلى الإفراد إشارة إلى أنهنّ وإن تعددن في الجنة لعلى نهج سواء في الطهر، ودفعا لمظنة أنَّهن في تعددهن متلبسات بما يتلبس به أزواج الدنيا حين يتعددن لزوج من رديء الأخلاق، فدلَّ على أنهن في تعددهن على قلب زوج واحدة لانقص ولا تباين، وتلك غاية المتعة، وكأنَّه نزع من تعدد الأزواج في الجنة من المفسدة مثل ما نزع من الخمر في الجنة.

يقول البقاعي: " لمَّا ذكر السكن الذي هو محل اللذة وأتبعه المطعم المقصود بالذات، وكانت لذة الدار لاتكتمل إلا بأنس الجار لاسيما المستمتع به قال (ولهم فيها) أي مع ذلك (أزواج)

ولما كنّ على خلق واحد لانقص فيه أشار إليه بتوحيد الصفة، وأكد ذلك بالتعبير بالتفعيل إعلاما بأنَّه عمل فيه عمل ما يبالغ فيه بحيثُ لامطمع في الزيادة فقال (مطهرة) ... " (?)

مذهب البقاعي في إفراد (مطهرة) أعلى من مذهب القائلين بأنَّ الإفراد والجمع هنا لغتان فصيحتان (?) فهذا لايغني في الفقه البياني لما اصطفاه القرآن الكريم. وأعلى من الذهاب إلى أنَّ الإفراد أخفُّ من الجمع، فإذا اجتمعا تفادوا الثقل بالالتفات إلى الإفراد (?) فمثل هذا ينقده قوله تعالى: (آيات بينات) (المحصنات المؤمنات) (فتياتكم المؤمنات) وكان يصح عربية القول (الآيات البينة والمحصنات المؤمنة والفتيات المؤمنة)

***

ويأتي إفراد (الدار) في قول الله - سبحانه وتعالى -:

{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} (لأعراف:، 9178)

وجمعها (ديار) في قوله - سبحانه وتعالى -: (هود:67)

{وأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهمْ جَاثِمِينَ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015