وهو أيضًا معنيٌّ ببيان علاقة دلالات هذا النظم بالسياق القريب والبعيد، وهذا مردّه أنَّه يعدّ النظم الترتيبيّ أعلى منزلة في تدبّر تناسب القرآن الكريم من النظم التركيبيّ، ويعدّ الوقوف عليه مما يختص به الأئمة من أهل العلم أمَّا النظم التركيبي القائم ببناء الجملة فذلك مما يتيسر الوقوف عليه وإتقان فهمه لكثير

يقول وهو بصدد بيان موضوع علم التناسب:

" وموضوعه أجزاء الشيء المطلوب علم مناسبته من حيثُ الترتيبُ

وثمرته الاطلاع على الرتبة التي يستحقها الجزء بسبب ما له بما وراءه وما أمامه من الارتياط والتعلّق الذي هو كلحمة النسب " (?)

ويقول: " بهذا العلم - أي علم المناسبات - يرسخ الإيمان في القلب، ويتمكنُ من اللبّ، وذلك أنّه يكشفُ أنَّ للإعجاز طريقين:

أحدهما نظم كلّ جملة على حيالها بحسب التركيب.

والثاني: نظمها مع أختها بالنظر إلى الترتيب

والأول أقرب تناولا وأسهل ذوقًا ... " (?)

لعلَّ سهولة تأويل النَّظم التركيبيّ في بناء الجملة بالنِّسبة إلى تأويل النظم الترتيبيِّ للجمل المركبة في بناء الآية من أسبابه أنَّ النظم التركيبي مرجعه موضوعيّ من العلاقات النحوية بين معاني الكلم، وهو ما أطلق عليه عبد القاهر النظم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015