لقي كتاب البقاعيّ " تنبيه الغبي" معارضة من بعض أهل العلم كتلميذه "السيوطي" (ت:911هـ) فألَّف كتابا عارضه به عنوانه: " تنبيه الغبي يتبرئة ابن عربي" وقد حققه " محمد إبراهيم سليم " سنة خمس عشرة وأربع مئة والف (1415)
والسيوطي لم يُبَيِّنْ وجهَ الحقِّ في مقالات ابن عربي التي نقضها البقاعي وكان جديرا به أن ينقض مقالات البقاعي , ويبين لنا المعنى الصحيح من كلام ابن عربي والدليل على صحة ما يقول , ولكن السيوطي اكتفى بذكر العلماء المؤيدين ابن عربي , وكانَّ القول يُسْتَدَلُّ على أنَّه الحقُّ يمن قاله ومن أيَّده لا بما حَواه الكلام من الحق، وهذا من العجز عن وجود ما يؤيد الكلام من نفسه مما يدل على أنّ الكلام نفسه ليس فيه ما يقطع بأحقيته
ليس أحد يكون كلامه دليلا على شيء غير كلام الله - سبحانه وتعالى - ثُمّ كلام نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فإذا ما قيل: قال الله - جل جلاله -، أو قال رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وتوثقت نسبة الكلام إليه، فقد قام الدليل قياما قاهرًا على من كان بهما مؤمنًا، وإلا فنحن بحاجةٍ إلى أن نقيم الدليل لمن لم يؤمن بهما من الكلام نفسه لا من مقام القائل، ومن ثَمَّ سمعنا الحقَّ - سبحانه وتعالى - يدعو إلى تدبر كلامه والنظر فيه ليقف المرء على أنَّه كلام الله - عز وجل -:
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} (النساء:82) (?)