أنصفت: شربت ستة، ونكت خمسة؟ فتغافلت، وقلت: غني صوتي، في شعر سلم الخاسر:
خليلي ما للعاشقين قلوب ... ولا لعيون الناظرين ذنوب
فيا معشر العشاق ما أبغض الهوى ... إذا كان لا يلقى المحب حبيب!
فغنت:
خليلي ما للعاشقين أيور ... ولا لحبيبب لا ينال سرور
فيا معشر العشاق ما أبغض الهوى ... إذا كان في أير المحب فتور!
فانصرفت خجلاً!.
حدثني جعفر بن قدامة، وجحظة قالا: أنشدنا هبة الله بن إبراهيم بن المهدي، قال أنشدني أبي لعنان جارية النطافي، وفيه لحن لعلية من خفيف الثقيل.
حدثني بذلك بعض عجائزنا، قال: كنت أسمع هذا الصوت في درانا منسوباً إلى أبي، حتى غنته ريق يوماً، وأخبرتني أنها أخذته من علية بنت المهدي:
نفسي على حسراتها موقوفة ... فوددت لو خرجت مع الحسرات
لو في يدي حساب أيامي إذاً ... خطرفتهن تعجلا لوفاتي
لا خير بعدك في الحياة وإنما ... أبكي مخافة أن تطول حياتي!