على ذلك، وشاورت ثقاتي فنهوني وعنفوني وضننت بالضيعة، وغلبني ما بي فقلت:
أيعذل صب على وجده ... وقد لج مولاه في صده؟
وكيف أرى الصبر عمن أرى ... دنو المنية في بعده
غزال ينسيك قد القضي ... ب بحسن الرشاقة من قده
إذا عدم الورد في روضة ... فلن يعدم الورد من خده!
قال وبلغني أن الجارية تتعجب من صبري عنها، وتقول غدر بي وإختار علي ضيعة! فأجبت أختي إلى ما طلبت، وتقرر الأمر بيننا، فكتبت إليها هذه الأبيات:
نزل القضاء بساحة الهجر ... ومحا الوفا معالم الغدر
وغدا اللقاء عليهما بلوائه ... وعليه تخفق راية النصر
فكتبت إلي:
ما كان أخوفني من الهجر ... حتى كتبت إلي بالعذر
فسكنت منك إلى مراجعة ... قوى الوصال بها على الهجر
أرجو وفاءك لي ويؤنسني ... أشياء تعرض منك في صدري
لا شتت الرحمن شمل هوى ... متآلف منا على الدهر!
فاشتريتها وصارت في ملكي، فما اخترت عليها أخرى حتى فرق بيننا هادم اللذات.