عنه قال: "كانت أموال بنى النضير مما أفاء اللَّه على رسوله صلى اللَّه عليه وسلم، مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، وكانت لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خالصة، فكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يعزل نفقة أهله سنة، ثم يجعل ما بقى فى الكراع والسلاح عدة فى سبيل اللَّه عز وجل".
راويه
عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه.
مفرداته
بنى النضير: بفتح النون وكسر الضاد المعجمة بطن من اليهود.
مما أفاد اللَّه على رسوله: مما أعاده اللَّه عليه وصيره له فإنه الحقيق بأن يكون له لأنه تعالى خلق الناس لعبادته وخلق ما خلق لهم ليتوسلوا به إلى طاعته.
لم يوجف المسلمون: لم يعملوا فى تحصيله.
بخيل ولا ركاب: المراد أنهم لم يقاتلوا الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة بل حصل ذلك بما نزل عليهم من الرعب الذى ألقى فى قلوبهم من هيبة الرسول صلى اللَّه عليه وسلم
خالصة: يضعها حيث شاء فلا تقسم قسمة الغنائم التى قوتل عليها.
الكراع: بضم الكاف الخيل
السلاح: شامل للمجن وغيره من آلات الحرب
عدة: بضم العين وتشديد الدال المهملتين استعدادًا
يستفاد منها
1 - أن أموال بنى النضير لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خاصة لاحق فيها لأحد غيره من المسلمين فإخراج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لما يخرجه منها لغير أهله ونفسه تبرع منه.
2 - جواز الإدخار للأهل قوت سنة والجمع بين ذلك وبين الحديث الآخر "كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لا يدخر شيئًا لغد" أن المراد بالحديث الأخير أنه لا يدخر لنفسه والحديث الذى نحن فى شرحه إنما يدل على الادخار لأهله فهم المقصودون بالادخار الذى اقتضاه حالهم لا هو صلى اللَّه عليه وسلم.
3 - تقديم مصلحة الكراع والسلاح على غيرها، لاسيما فى مثل ذلك الزمان.