غدرة فلان بن فلان: علامة غدرته والمراد بذلك شهرته وأن يفتضح بذلك على رؤوس الأشهاد و"غدرة" بفتح الغين المعجمة.
يستفاد منه
1 - تحريم الغدر والوعيد الشديد عليه ويتناول ذلك الغدر من صاحب الولاية العامة لأن غدره يتعدى ضرره إلى خلق كثير وهو غير مضطر إليه لقدرته على الوفاء كما يتناول غدر الرعية بالإمام فيحرم على الرعية غدره وشق العصا والتعرض لكل ما يخاف حصول فتنة بسببه.
2 - المقابلة فى العقوبة بالضد فإن الغادر أخفى جهة غدره ومكره فعوقب بنقيضه وهو شهرته على رؤوس الأشهاد.
3 - أن التعريف بالناس يوم القيامة هو بالنسبة إلى آبائهم خلاف ما حكى أن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم.
* * *
400 - الحديث الحادى عشر: عن عبد اللَّه بن عمر رضى اللَّه عنهما "أن امرأة وجدت فى بعض مغازى النبى صلى اللَّه عليه وسلم مقتولة، فأنكر النبى صلى اللَّه عليه وسلم قتل النساء والصبيان".
راويه
عبد اللَّه بن عمر رضى اللَّه عنهما.
مفرداته
فى بعض مغازى النبى صلى اللَّه عليه وسلم: فتح مكة.
مقتولة: حال كونها مقتولة.
فأنكر النبى صلى اللَّه عليه وسلم قتل النساء والصبيان: لعدم مفسدة المقاتلة فيهم فى الحال الحاضر ورجاء هدايتهم عند بقائهم.
يستفاد منه
1 - النهى عن قتل النساء والصبيان فى الحرب وهذا محمول على من لم يقاتل منهم والحكمة فى ذلك أن الأصل عدم إتلاف النفوس وإنما أبيح منهم ما يقتضيه دفع المفسدة ومن لا يقاتل ولا يتأهل للقتال فى العادة ليس فى إحداث الضرر كالمقاتلين مع ما فى نفوس النساء والصبيان من الميل وعدم التشبث الشديد بما يكونون عليه كثيرًا أو غالبًا