النبى صلى اللَّه عليه وسلم "أنه نهى عن النذر، وقال: إن النذر لا يأتى بخير وإنما يستخرج به من البخيل".

راويه

عبد اللَّه بن عمر رضى اللَّه عنهما.

مفرداته

النذر: المراد به هنا ما يقصد به تحصيل غرض أو دفع مكروه.

لا يأتى بخير: لم يكن مقدرة للناذر، وقيل: الباء سببية كأنه قال: لا يأتى بسبب خير فى نفس الناذر لأن سببه حصول غرضه لا مجرد التقرب إلى اللَّه.

وإنما يستخرج به من البخيل: لأنه لا يعطى طاعة إلا فى عوض ومقابل يحصل له فيكون النذر هو السبب الذى استخرج منه تلك الطاعة.

يستفاد منه

1 - النهى عن نذر المجازاة وهو النذر الذى يقصد به تحصيل غرض أو دفع مكروه والحكمة فى النهى عنه أن الناذر لم يمحض نيته للتقرب إلى اللَّه مع ما ينضم إلى ذلك من اعتقاد أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض أو أن اللَّه يفعل معه ذلك الغرض لأجل النذر. وكان أبو عبيد يقول فى توجيه هذا الحديث: النهى عن النذر والتشديد فيه ليس هو أن يكون مأثما ولو كان كذلك ما أمر اللَّه أن يوفى به ولا حمد فاعله ولكن وجهه عندى تعظيم شأن النذر وتغليظ أمره لئلا يتهاون به وكلامه هذا بعيد من ظاهر الحديث.

2 - وجوب الوفاء بما التزمه الناذر لأن الحديث نص على ذلك بقوله "يستخرج به من البخيل".

3 - الرد على القدرية.

4 - أن ما يبتدئه المكلف من وجوه البر أفضل مما يلتزمه بالنذر.

5 - الحث على الإخلاص فى عمل الخير.

6 - ذم البخل وأن من اتبع المأمورات واجتنب المنهيات لا يعد بخيلا.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015