يستغنى به عن اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما يخبر به الرسول، ويأمر به، فضلاً عن أن يسوغ له مخالفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أمره وخبره1.

وما يُعلم بالكشف قد يكون صحيحاً وقد يكون خاطئاً، فأهل المكاشفات والمخاطبات يصيبون تارة، ويخطئون أخرى، كأهل النظر والاستدلال في موارد الاجتهاد، ولهذا وجب عليهم جميعهم أن يعتصموا بكتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن يزنوا كشفهم، ومشاهدتهم، وآرائهم، ومعقولاتهم، بكتاب الله، وسنة رسوله، ولا يكتفوا بمجرد ذلك، فإن سيد المحدثين والمخاطبين الملهمين من هذه الأمة هو عمر بن الخطاب، وقد كانت تقع له وقائع، فيردها عليه رسول الله، أو صديقه أبو بكر، ولهذا وجب على جميع الخلق اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم - 2.

كما أن ما يدعيه كثير من الصوفية، من الكشف والمشاهدة، عامته خيالات في أنفسهم، ويسمونها حقيقة، وقد تنزل عليهم الشياطين، وتخبرهم بأشياء، وتأمرهم بأشياء3، وهذا غاية كشفهم الذي يحكمون به على الكتاب والسنة. لذا يجب ربط ما يحصل بالكشف بالكتاب والسنة، فنجعلهما حاكمين على الكشف، وَنرَدُّ ما خالفهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015