4 - معنى النقباء في الاصطلاح:
جاء في معجم اصطلاحات الصوفية: "النقباء هم الذين تحققوا باسم الباطن، فأشرفوا على بواطن الناس، واستخرجوا خفايا الضمائر، لانكشاف الستائر لهم عن وجوه السرائر، وهم ثلاثمائة"1. وهذا العدد المذكور للنقباء تختلف الكتب في تحديده.
5 - موقف أهل السنة من لفظي النقباء والنجباء:
سبق بيان المعنى اللغوي لهذين اللفظين، فالنقباء جمع نقيب، والنقيب الباحث عن القوم، وعن أحوالهم2، أما النجباء فجمع نجيب والنجيب في اللغة الفاضل. ولم يرد هذان اللفظان في كتاب الله ولا في سنة رسوله، وورد لفظ النقيب قال - تعالى -: {وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً} [المائدة - 12] ، وهو على معناه في اللغة. فإطلاق لفظ النقباء أو النجباء على المعاني اللغوية السابقة صحيح، وهذه الصفات كلها لا تختص بعدد معين.
أما المعنى الذي يذكره الصوفية للنقباء فهو معنى باطل، وظاهر الفساد، إذ لا يعلم بواطن النفوس إلا الله، وقد تمدح - سبحانه - بذلك فقال: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر - 19] ، وكذلك المعنى الذي ذكروه للنجباء هو باطل أيضاً، إذ فيه إشراك بعض الخلق مع الله في التصرف.