جملة بخلاف الكاف الجارة فإنها مع ما بعدها جزء كلام، فإذا أرادوا التركيب لم يفصلوا بشىء، وإن أرادوا الجارة فصلوا بها فهي زائدة في اللفظ، لأن ما بعدها مجرور المحل بالكاف التي قبلها، وفي المعنى أيضًا إذ لا تفيد شيئًا سوى الفرق اللفظي، وقد تخفف أن بعد الكاف الجارة فتقول (قمت كما أنْ ستقوم)، وقد تحذف (ما) في الشعر وتكون منوية فهى زائدة لفظًا ومعنى، لازمة، بحيث تنوى إذا لم توجد - وعليه جاء بيت سيبويه.

قرومٌ تَسامى عندَ بابِ رفاعةٍ ... كأنْ يؤخذُ المرءُ الكريمُ فيقتلا

على رواية رفع يؤخذ، أراد كما أنه يؤخذ، ولم يفصل بين أنْ المخففة من أنَّ وبين العمل ضرورة أيضًا، وعطف (فيقتل) على المصدر المقدر من أن وما بعدها من باب قوله (للبس عباءة وتقر عيني) جرت أن وصلتها في ذلك مجرى المصدر الملفوظ به.

ومَا الذي إعرابُه مختلفٌ ... من غيرِ أن تختلف المعاني

يعني مثل قولك (زيد حسن الوجه)، برفع الوجه أو بنصب أو بجر، والمعنى فيه واحد، والشأن في الإعراب اختلاف المعاني باختلاف الإعراب.

وما الذي الوصف به من أصله ... وذلك منه ليس في الإمكانِ

يعني في مثل قولك (أقائم أخوك وأمسافر غلامك أو إخوانك أو غلمانك) فهذا الوصف رافع لما بعده بالفاعلية، ولا يمكن في هذا الموضع جريه على موصوف وإن كان ذلك هو الأصل فيه.

لأنك إذا ثنيت الموصوف أو جمعته فالوصف مفرد، وإن أفردته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015