المد يختص بحروف المد واللين، وهي الألف، والياء المكسور ما قبلها، والواو المضموم ما قبلها.
والمد فيهن على قسمين: متفق عليه، ومختلف فيه.
شرح الأول:
اتفقوا على تمكين المد في حروف المد واللين إذا أتى بعدها همزة في كلمة، بأي الحركات تحركت، وكانت الهمزة متطرفة أو متوسطة، أو ساكن في كلمة، مشددا أو غير مشدد، نحو: {جَاءَ} ، و {شَاءَ} ، و {الْمَلائِكَةُ} ، و {أُولَئِكَ} ، و {هَاؤُمُ} [الحاقة: 19] ، و {الضَّالِّينَ} ، و {الصَّاخَّةُ} [عبس: 33] ، و"خبير, ويعملون" في الوقف، وفواتح السور ما اعترض فيه منها التقاء ساكنين1، و {مَحْيَايَ} [الأنعام: 162] في الوقف والوصل في قراءة من سكن الياء فيه.
لا خلاف في تمكين المد في حرف المد في هذين الضربين، زيادة على ما فيه من المد الذي لا يوصل إليه إلا به.
وقد جاء عن حمزة أنه رتب المد عند الهمزة ثلاث مرتبات.
حدثنا أبو القاسم خلف بن إبراهيم شيخنا -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا الحسن بن سعيد بجور بفارس، قال: حدثنا محمد بن مخلد الأنصاري عن خلف بن هشام قال: سمعت سليما يقول: قال حمزة: أطول المد عند الهمزة ما كان بالفتح مثل: {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ} [الأعراف: 47] , و {جَاءَ أَحَدَهُمُ} [المؤمنون: 99] ونحوهما، ومثله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} بالفتح، وقال: هو في موضع ألفين.
قال: والمد الذي دون ذلك {إِلَّا خَائِفِينَ} [البقرة: 114] ، و {الْمَلائِكَةِ} ،