وذكر الأهوازي أن {تُؤْوِي} ، و {تُؤْوِيهِ} لا خلاف بين أصحاب ورش في همزه، واختلف عنه في {الْمَأْوَى} و {فَأْوُوا} [الكهف: 16] .
وهذا الذي ذكر على هذا الحد غير معروف، والثابت أن باب "الإيواء" وقع فيه الخلاف بين أصحاب ورش، فأخذ أصحاب أبي يعقوب بهمزه كله، وأخذ غيرهم بتخفيفه كله، وهكذا ذكره أئمتنا سواه، والله أعلم.
فإن كانت عينا همز كالباقين1، إلا "بئس، وبئسما، والبئر، والذئب" فإنه سهل2 الهمزة فيهن في جميع القرآن، تابعه الكسائي على {الذِّئْبُ} وحده، فترك همزه.
وإن كانت لاما همز جميع الباب، لا أعلمه سهل شيئا منه كالباقين.
وههنا حروف بين القراء فيها خلاف, وهي {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} في [الكهف: 94، الأنبياء: 96] ، و {وَرِئْيًا} في [مريم: 74] ، و {سَاقَيْهَا} في [النمل: 44] ، و {بِالسُّوقِ} في [ص: 33] ، و {عَلَى سُوقِهِ} في [الفتح: 29] ، و {ضِيزَى} في [النجم: 22] .
فأما {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} فقرأهما عاصم بالهمز، وخفف الباقون3.
وأما {وَرِئْيًا} فقرأه قالون وابن ذكوان بتشديد الياء من غير همز، والباقون بالهمز.
وأما {سَاقَيْهَا} ، و {بِالسُّوقِ} ، و {عَلَى سُوقِهِ} فهمز العين فيهن قنبل، والباقون بغير همز.
وأما {ضِيزَى} فهمز عينه ابن كثير، والباقون بغير همز، والله أعلم.
باب مذهب حمزة, وهشام في الوقف على الهمز:
جاءت الرواية عن حمزة بتخفيف المتطرفة والمتوسطة والمبتدئة إذا نزلت منزلة المتوسطة.
وجاءت عن هشام، فيما نص عليه الحلواني عنه، بتخفيف المتطرفة فحسب, وأنا أبين مذهبهما على ما يجب, إن شاء الله عز وجل.