فإن سكنت اللام أو تحركت بالضم، أو تحركت هذه الحروف قبلها بالضم أو الكسر فذكر أبو عمرو والأهوازي أن الترقيق لا اختلاف فيه نحو: "وصلنا، وصلصال، وفظلتم، وطلع، وطلعها، ويضلون، وفضل، و {تَطْلُعُ} 1، وظلة، وظلل، وفصلت، وفي ظلال".
وذكر ابن سفيان في "فضل، وتطلع" التفخيم، وفي {صَلْصَالٍ} الوجهين.
وكذلك ذكر أبو محمد وأبو عمرو الوجهين في {صَلْصَالٍ} .
قال ابن سفيان: فإن وقعت مضمومة أو مفتوحة بين خاء وطاء، أو خاء وصاد، أو تاء وطاء، أو غين وظاء فهي مفخمة مثل "خلطوا، وأخلصوا، فاختلط، وليتلطف، واغلظ عليهم، والمخلصين" وما أشبه ذلك باختلاف عنه. وسمعت أبا القاسم شيخنا يحكي عن ابن عبد الوهاب أن الأهوازي قرأ عليه قارئ {فَاخْتَلَطَ بِهِ} [الكهف: 45] بالتفخيم لورش فقال له: ارفع هذا إلى الختمة الأخرى.
فإن حالت الألف بين اللام المفتوحة والصاد اختلفوا، فرقق بعض، وفخم بعض، وذلك نحو {فِصَالًا} و"يَصَّالحَا" [النساء: 128] و {فَطَالَ عَلَيْهِمُ} .
فإن وقعت اللام التي قبلها الصاد رأس آية، وذلك ثلاثة مواضع، في [القيامة: 31] {وَلا صَلَّى} ، وفي [الأعلى: 15] {فَصَلَّى} ، وفي [اقرأ: 10] {إِذَا صَلَّى} فقد اعترضه أصلان، أحدهما يوجب الترقيق، وهو كونه رأس آية، والآخر يوجب التفخيم، وهو ما أصله في نظيره مما لم يكن رأس آية.
فالترقيق عندهم والتفخيم جائزان، والمختار له عند جماعة الترقيق لتعتدل الآي، وهو اختيار ابن سفيان وأبي محمد وأبي عمرو، وهو اختياري.
فأما {يَصْلاهَا مَذْمُومًا} [الإسراء: 18] ، و {يَصْلَى سَعِيرًا} [الانشقاق: 12] ، و {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية: 4] و {لَا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى} [الليل: 15] ، و {سَيَصْلَى نَارًا} [المسد: 3] فالذي أخذ به الناس له في هذه الخمسة بالتفخيم.