وقال: قد أمر الله بالجد في العمل فكيف لا ينفع ذلك؟ وليس المراد في هذه الرواية ما ذهب إليه أبو عبيد؛ وإنما المعنى: أن الإنسان لا يقدر على أداء حق الله عليه، وإن جد في العمل إلا أن تدركه رحمة الله وعفوه. ويوضح هذا قوله عليه السلام: "لن يدخل الجنة أحد بعملز قيل: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته". وكان عبد الملك بن حبيب يقول: معناه لا ينفع أحداً اجتهاده في طلب الرزق، وإنما له ما قسم له. (ع): هذا أيضاً وجه حسن محتمل غير مدفوع. وكان ابن حبيب ينكر فتح الجيم. قال ابن السيد: وذلك شيء ظريف؛ لأن الأشهر في الحديث فتح الجيم، ومعناه صحيح، والذي فسر به رواية من رواه بالكسر ليس بصحيح عند التأمل، ولو أراد الجد في طلب الرزق لقال: "فيه"، ولم يقل "منه" وقد روي: "منك الجد" بالكاف، وهذا يبعده عن تفسيره، وإنما الوجه في كسر الجيم ما ذكرناه، وهو الذي فسره الناس به.
- وأما قوله: "لا يعجل شيء أناه وقدره" [9] فإن يحيى رواه: "يعجل" بفتح الياء والجيم وكسر الهمزة من "أناه". ومعنى "يعجل" على هذه الرواية: