مرجع دعائه صلى الله عليه وسلم ومحصوله: أن يبارك لهم فيما يكيلونه، لا في الكيل وحده، وإن كان يحتمل على ظاهر العموم أن يكون في الطعام والظروف، لكنه صلى الله عليه وسلم لما أوتي جوامع الكلم صار يستعمل الألفاظ على أحسن مجاريها، وأبلغ أماليها عند العرب ومعانيها، ومن شأن العرب أن تعدل [عن] التصريح بذكر الشيء إلى ما يشير إليه، ويدل عليه، ويرون ذلك أبلغ في المعنى، وأسوغ في الفحوى، ويعتقدون أنه من محاسن كلامهم في نثرهم ونظمهم، فيقول أحدهم لصاحبه: فدى لك ثوبي، وفدى لك ردائي، وليس الغرض تفديته بالثوب والرداء، وإنما الغرض تفديته بما يشتمل عليه الثوب، والرداء من النفس والذات. ويقولون: فلان عفيف الإزار، ونقي الثوب،