وقال الأصمعي: معناه: الحض على تعلم مثل هذا. وقال أبو عمر: معناه أصابها التراب، ولم يدع عليها بالفقر. وقال الداودي: وقد قال قومٌ: إنه "ثربت" بالثاء، أي استغنت، من الثرب الذي هو الشحم، وقال: هي لغةٌ للقبط صيروا الثاء تاءً، كما أبدلوا من الثاء فاءً. وهذا كله عند من قال هذا القول، فراراً من الدعاء على عائشة تصريحاً؛ فإن ذلك غير ممكنٍ من النبي عليه السلام عندهم، فأنكر أكثر أهل العلم باللغة والمعاني أن تكون هذه اللفظة بمعنى الاستغناء، وقالوا: لو كانت بمعنى الاستغناء لقال: أتربت يمينك؛ لأن الفعل منه رباعيٌ، يقال: أترب الرجل: إذا استغنى، وترب: إذا افتقر، فيلصق بالتراب، يقال رجلٌ متربٌ: غنيٌ، وتربٌ: فقير لصق بالتراب.

قال الشيخ- وفقه الله تعالى-: قد قال صاحب "الأفعال": وقد قيل: رجل تاربٌ ومتربٌ: إذا كان غنياً، وهو محتملٌ، والأظهر أن النبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015