نساء، فلذلك أنث. قيل: يمنع من هذا التوهم قوله:/ 88/ب "ثم أسهم على أيهم"، فذكر الضمير، ولم يقل: على أيتهن، وكذلك قال: "فيعتقون" ولم يقل: فيعتقن، وفي هذا أيضاً شيء آخر يسأل عنه، وهو أن الإشارة بـ "تلك" و"ذلك" ونحوهما إنما تكون إلى مشاهد بعيد، فكيف جازت الإشارة هنا لغائبين؟ وذلك أن العرب تجري الشيء إذا جرى ذكره في لفظ المتكلم مجرى ما قد حضر شخصه، وكذلك قال المفسرون في قوله تعالى: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ}: إن الإشارة وقعت إلى الكتاب الذي كانوا وعدوا به في كتب الله القديمة، وقد قال الله تعالى: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ}، فأجري ما جرى ذكره في الكلام مجرى الحاضر، ويجوز أن يكون أيضاً على معنى الحكاية، وعليه تأوله الفارسي. وقد يشار أيضاً إلى الشيء المتوقع المنتظر إذا قرب من الحضور، فيجرى مجرى الحاضر، فيقال: هذا الشاء، وهذا الأمير قادم، ويقول الكاتب في الوثائق: "هذا ما شهد عليه الشهود"، وهذه كلها مجازات في كلام العرب.
- وقوله أيضاً في حديث ربيعة: "فأعتق رقيقاً له كلهم" طريف؛ لأن النحويين لا يجيزون: رأيت قوماً كلهم، لأن التأكيد بـ "كلهم"، و"أجمعين"