المستعمل في أيام عمر إلى يومنا هذا، وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: "لا هجرة ولكن جهاد ونية".

والهجرة الثالثة: هجرة المعاصي، وترك ما خالف الحق، داخل في هذه الهجرة، ومنها قوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)}.

والهجرة الرابعة: هجرة الكافر من بلد الحرب إذا أسلم، فعليه الخروج إلى بلد المسلمين فرضاً لازماً؛ لقوله عليه السلام: "أنا بريء من كل مسلم مع مشرك".

والهجرة الخامسة: أن ينفر المسلمون لقتال المشركين؛ لأنهم يهجرون أوطانهم للجهاد. ومنه الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار" وهو معنى قوله: "إذا استنفرتم فانفروا".

قال الشيخ- وفقه الله-: تغلغل القول بنا وطاش سهم المقال بما اعترض عن الغرض، فلنكتف ولنرجع، ولنكر إلى ما كنا بصدده ونقول:

- وأما قوله: "لكن البائس سعد بن خولة" فكلام فيه حذف واختصار، ويلزم أن يكون في الكلام نفي مقدر؛ لأن "لكن" إنما يأتي استدراكاً بعد النفي في قول عامة النحويين، فإذا لم يكن النفي ملفوظاً به كان مقدراً، ولأجله قيل في قوله عز وجل: {لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ} إن في الكلام نفياً مقدراً، كأن المشركين قالوا: ما نشهد بأنه أنزل إليك شيء، فقال: لكن الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015