الغيلة والغيل سواء؛ وهي أن تلد المرأة فيغشاها زوجها، وهي ترضع، فتحمل من ذلك الوطء؛ لأنها إذا حملت فسد اللبن على الطفل المرضع، ويفسد به جسمه وقوته حتى كان ذلك في عقله، قال: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه ليدرك الفارس فيدغثره عن فرسه، أو قال:/ 68/ب عن سرجه". أي: يضعف فيسقط عن السرج، قال الشاعر:

فوارس لم يغالوا في رضاع ... فتنبو في أكفهم السيوف

وقال أبو عمر: وقوله صلى الله عليه وسلم: "حتى ذكرت أن فارس والروم تفعل ذلك، فلا يضر أولادهم" يرد كل ما قاله الأخفش، وحكاه عن العرب، وذلك من تكاذيبهم وظنونهم، ولو كان ذلك حقاً لنهى عنه صلى الله عليه وسلم على جهة الإرشاد، فإنه كان حريصاً على نفع المسلمين رءوفاً. وقال بعض أهل اللغة: الغيل نفسه: الرضاع.

وحكى ابن أبي زمنين: أن الغيلة هنا الضرر، يقال: خفت غائلة كذا؛ أي: خفت ضرره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015