مد، قال: وقيل: هو الإثمد، وقال أبو عمرو: كحل الجلاء: هو الصبر ههنا، وهو مما يجلو البصر فيقويه، أو يجلو الوجه فيحسنه. قال ابن السيد: وذكر صاحب "العين": إن الجلاء: الإثمد، وذلك غير صحيح، ولا هو المراد بهذا الحديث؛ لأن الإثمد تتزين به النساء، وإنما الجلاء: كحل يحك على حجر، ويؤخذ ما تحلل منه فيكتحل به، وفيه حدة وألم، ويدل على أنه يؤلم العين، وليس الإثمد قول الهذلي:
وأكحلك بالصاب أو بالجلا ... ففقح بكحلك أو غمض
ألا ترى أنه قد قرنه بالصاب؛ وهو الصبر. وقيل: هو شجر له لبن يحرق العين إذا أصابها منه شيء، فملا قرن به الجلاء دل على أنه مثله، ومعنى ففقح: افتح عينيك.
وقوله: "حتى كادت عيناها ترمصان" [107]. الرواية بالصاد غير معجمة، وفتح الميم وضمها، كذا قيدناه، أي: يصير فيهما الرمص، وهو القذى الأبيض الذي تقذفه العين. وقال صاحب "الأفعال": رمصت العين- بكسر الميم- رمصاً: أوجعها القذى. ورواه قوم بالضاد معجمة، وكذا رواه الطباع عن مالك، كأنه ذهب إلى ما يصيب العين من الوجع والحرقة؛ وهو