المبتوتة طلاقها؛ لأن المعروف أن يقال: بت طلاق المرأة وأبته، ولا يقال: بت المرأة، إلا على معنى بت طلاق المرأة، فيحذف المضاف، ويقام المضاف إليه مقامه، فعلى هذا يقال للمرأة مبتوتة.

- وأما قوله عليه السلام "فلا يضع عصاه عن عاتقه" ففيه تأويلان:

أحدهما: أن يريد أه شديد على أهله كثير التأديب لهم، فجعله لكثرة تأديبه لهم كأن عصاه أبداً على عاتقه، وإن كان قد يضعها، فهو قدي نام ويصلي ويأكل ويشرب؛ مبالغة في المعنى لما كان يكثر ضرب النساء نسبه إلى ذلك على ما قالت الحكماء: من أكثر من شيء عرف به ونسب إليه. ولم يرد بالعصا هنا التي يضرب بها، وإنما أراد الأدب باللسان واليد، وبما يحسن الأدب بمثله. وقد روي عنه عليه السلام: "لا ترفع عصام عن أهلك وأخفهم في الله" ومن هذا قالت العرب: في الوالي: فلان لين العصا، وفلان شديد العصا. قالمعن بن أوس- يصف راعي إبله-:

عليها حفيظ فارع لين العصا ... يساجلها جماته وتساجله

والعرب تسمي الطاعة والألفة والجماعة: العصا. تقول: "عصا الإسلام"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015