والسين- رواه [أبو الوليد] الباجي جمع: واسط، كبازل وبزل، ويصح إسكان السين وضم الواو، ككبير وكبر، ويجوز فتحهما معاً، فيكون واحداً، ويكون جمعاً أيضاً لوسط، هذا قول عياض، وقال غيره: يحتمل أن يكون جمع: أوسطاء، وهو جمع: وسيط، هذا كما يقال: كبير وأكبراء، وكبر، ويحتمل أن يكون اسماً لجميع الوقت على التوحيد، كما يقال: وسط الدار، ووسط الوقت والشهر، ومن قال: الوسطى، كما وقع في كتاب مسلم، فعلى أنه أجرى جماعة من لا يعقل مجرى الواحد ممن يعقل، كما قالوا: الجمال الخيل أقبلت، وعلى هذا التأويل تتوجه رواية من روى: "العشر الأوسط".
وأما قوله: "حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين" ونحو هذا مما وقع في هذا الباب، فالقياس أن يقال: ليلة أحد وعشرين؛ لأنه إنما أراد: ليلة اليوم الحادي والعشرين؛ واليوم مذكر، وإنما غلط من غلط في هذا؛ لأنهم سمعوا أن التاريخ يغلب فيه المؤنث على المذكر، فلم يفرقوا بين ما يغلب فيه وما لا يغلب، وإنما يغلب المؤنث على المذكر في هذا الباب إذا اختلطا كقولك: كتبت إليك لإحدى عشرة ليلة خلت؛ وأما إذا قصدت إلى اليوم بعينه فلا يجوز إلا التذكير.