مطرف، عن مالك بتحريك الراء. وسمي عرقاً؛ لأنه يعمل عرقة عرقة، ثم يضم بعضه إلى بعض. والعرقة: الطريقة العريضة المستطيلة؛ ولذلك قيل لدرة المؤدب عرقة، ويقال للطير المصطفة في السماء عرقة، وكذلك الخيل إذا اصطفت، وكل شيء استطال في سعة فهو عرقة وعرق، يقال: بني من الحائط عرقاً، وهي التي تسمى طابية. والعرقة: طرة تنسج وتخاط على طرف الشقة. والعرقة: النسع.
ومن روى: "ما أحد أحوج"- وهي رواية ابن وضاح- جاز رفع "أحوج" على اللغة التميمية، وجاز نصبه على اللغة الحجازية.
وأما قوله: "هلك الأبعد"، ولم يقل: هلكت؛ فإنه أخرج نفسه مخرج من يخاطبه ويكلمه، ويخبر عنه على معنى المبالغة، كما يقول القائل- وهو يعنف نفسه: أولى لك يا فاسق، ولقد جئت بعار يا غدار. هذا تأويل ابن السيد. وقال أبو الوليد: كنى المحدث عنه بلفظ الأبعد على عادة العرب إذا حكت عن من أخبر عن نفسه بما لا يجمل، وخاطبت به غيرها. وأراد بالأبعد- هنا-: البعيد عن النجاة، أو البعيد عن الصلاح. ويجوز أن يكون من قولهم: بعد يبعد إذا هلك، وهذا كقول العرب: أخزى الله الأبعد منا، أي: