وينجر إلى يومنا هذا. وأصل استعمال هذه الكلمة في الأمر بالسير على سكون وترفق واتصال. يقال للرجل: هلم جرا، أي: أقبل في سكون ولا تجهد نفسك، وتقدير الكلام عليه: "هلم" وبالإفراد لغة أهل الحجاز، وجاء القرآن بها. و"الجر": سير لين تمشي فيه الإبل وهي ترعى. و"جرا" عند البصريين مصدر وقع موقع الحال، كأنه قال: هلم جارين، كما يقال: جاء زيد مشياً، أي: ماشياً. و [عند] الكوفيين يجعلونه مصدراً محمولاً على المعنى؛ لأن في هلم معنى جروا، فكأنه قال: جروا جراً، كما يقال: قعد زيد جلوساً؛ لأن قعد بمعنى جلس. قال ابن الأنباري: فانتصب جراً على المصدر، أي: جر جراً، أو على الحال، أو على التمييز. وقال ابن السيد البطليوسي: زعم بعضهم أنه منصوب على التمييز، وهو خطأ.
ومن روى "الخلفاء" بالنصب عطفهم على الأسماء المنصوبة، ومن رفع عطف على الضمير في "يمشون" ويجوز عطفهم على موضع الأسماء المنصوبة؛ لأنها مرفوعة الموضع، وفي جواز ذلك بين النحويين خلاف.
وقوله: "رأى عمر يقدم الناس" [9]. من رواه بفتح الياء، وضم الدال، فمعناه: يتقدم، ومن رواه بضم الياء، وفتح القاف، وكسر الدال