الخسوف والكسوف سواء، يكونان في الشمس والقمر جميعاً، ولا وجه لقول من فرق بينهما. وروي ذلك عن جماعة من السلف وأهل اللغة، منهم عروة بن الزبير، قالوا: الخسوف في الشمس، والكسوف في القمر. وقد سوى مالك [رحمه الله] بينهما في هذا الباب؛ لأنه ذكر في الترجمة الكسوف، وخرج الحديث الذي أورده فيه بالخاء، لكن الاشتقاق يوجب أن يكون الخسوف أشد من الكسوف؛ لأن الخسوف: الغؤور، وأصل الكسوف: التغير، وتصريف الفعل منهما بالفتح في الماضي، والكسر في المستقبل، وهما من الأفعال التي إذا نقلت عن فاعلها لم تدخل عليها أداة النقل، كما تدخل الأفعال في نحو قولك: دخل وأدخلته، لكنك تقول: كسفت الشمس،