هذا البيت للعجاج، وبعده:

قفرين هذا، ثم ذا، لم يؤهل ... كأن أرياش الحمام النسل

عليه ورقان القران النصل ... كأن نسج العنكبوت المرمل

على ذرى قلامه المهدل ... سبوب كتان بأيدي الغزل

وأنشده ابن الأعرابي في نوادره في رجز ذكر أنه لعبد الله بن رواحة الأنصاري، وأنشد بعده:

قفر به الأعطان لم تسهل ... عليه نسج العنكبوت المرمل

طال فلم يقطع ولم يوصل

المنهل: مورد الماء، ويوهل: يعمر ويكون به أهل، والمرمل: المنسوج يقال: رملت الحصير وأرملته، وهو مخفوض على الجوار، ويجوز أن يكون صفة للعنكبوت على أن يريد المرمل نسجه ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه النسج مقامه فاستتر في الرمل؛ لأن الضمير المرفوع إذا كان مفردا استتر في الفعل وما ينوب مناب الفعل، وإنما يظهر في التثنية والجمع. وعلى هذا الوجه يحمل قول العرب (هذا جحر ضب خرب) فيكون خرب صفة لا مخفوضاً على الجوار. فإن قيل: فما الذي يمنعكم من كسر الميم من المرمل فتكون صفة للعنكبوت على ما ينبغي ولا يحتاج إلى هذا التكلف، فالجواب أنه سمع من العرب مفتوح الميم فلذلك احتيج إلى هذا التأويل. والذري: الأعالي واحدها ذروة وذروة بضم الذال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015