وأنشد في باب ما تتكلم به العرب من الكلام الأعجمي:
(259)
(وكنا إذا القيسي نب عتوده ... ضربناه دون الأنثيين على الكرد)
هذا البيت للفرزدق يهجو به جندل بن الراعي وبعده:
وأورثك الراعي عبيد هراوة ... وما طورة تحت السوية من جلد
والعتود: من أولاد المعز الذي قد رعى النبات قوى. ونب: هاج وطلب السفاد. والأنثيان: الأذنان، جعلها أنثيين لأن اسمهما مؤنث. وهذا مما يوهمون فيه أن المعاني مطابقة للأسماء وإن كانت مخالفة لها لغرض من الأغراض يقصدونه، كما قال الآخر:
وما ذكر فإن يكبر فأنثى ... شديد الأزم ليس بذي ضروس
يريد القراد لأنه يقال له ما دام صغيراً قراد، وهو اسم مذكر اللفظ، فإذا كبر سمي حلمة وهو اسم مؤنث اللفظ. ومثله قول الأخطل ليربوع بن حنظلة:
تسد القاصعاء عليه حتى ... تنفق أو تموت به هزالا
جعله كاليربوع حقيقة إذا كان يسمى باسمه. والكرد: العنق. يقول إذا كثرت معز القسى وضأنه وتوالدت فأدركه الأشر وحركه إلى الحرب البطر، ضربنا عنقه، ونحوه قول الشماخ: