وقد روى في هذا الحديث (يفرى فريه): واستعمله محمد بن هانئ على هذا الرواية فقال:

فلا عبقري كان أو هو كائن ... فرى فريه في المعضلات العظائم

قال الفراء: معنى "قد كنت تفرين به الفريا": قد كنت تأكلينه أكلاً كثيراً. وهذا ليس بشيء، يلتفت إليه.

* * *

وأنشد في باب ما جاء مفتوحاً والعامة تضمه:

(186)

(يا بني التخوم لا تظلموها ... إن ظلم التخوم ذو عقال)

هذا البيت لأحيحة بن الجلاح. قاله لبنية، يأمرهم بألا يغصبوا الأرضين ولا يغيروا حدودها. وأصل الظلم: وضع الشيء في غير موضعه، والعقال: ظلع يعتري الدابة، يمنعها المشي. يقول: ظلم التخوم يصيب منه الظالم مثل ما يصيب الدابة من العقال. يريد أنه يثبطه عن الاستقلال والخلاص، كما يثبت العقال الدابة عن المشي. وفي الحديث: من غصب (جاره) شبراً من أرض، طوقه من سبع أرضين. وبعد هذا البيت:

ثم مال اليتيم لا تأكلوه ... عن مال اليتيم يرعاه والي

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015