وقوله (قامت رويداً) أراد قياماً رويداً، فحذف المصدر وأقام صفته مقامه. ويجوز أن يكون منصوباً على الحال، وبعد هذا البيت:

حوراء جيداء يستضاء بها ... كأنها خوط بانة قصف

تغترق الطرف وهي لاهية ... كأنما شف وجهها نزف

والحوراء: التي في عينها حور، وهو صفاء سواد العين وصفاء بياضها، وقال الأصمعي: الحور: أن ترى العين سوداء كلها، تشبيهاً لها بالظبية والبقرة، والجيداء: الطويلة العنق والخوط: الغصن والقصف: المنكسر للينه، وقوله تغترق الطرف: أي تشغل نظر الناظر، فلا ينظر إلى غيرها، لكمال حسنها، وهي غير مستعدة ولا متزينة.

وقوله: كأنما شف وجهها نزف، يريد أنها قليلة لحم الوجه غير جهمة فكأن دمها نزف.

* * *

وأنشد في هذا الباب:

(149)

(شدا سريعاً مثل إضرام الحرق)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015