وأما رواية أبي العباس ثعلب، ففيها أيضاً وجهان: أحدهما: أنه يريد أن يقتفي آثار المغيرين، فيدركهم قبل أن يثوبوا إلى بلادهم. والثاني: أنه يريد بالآثار الفنكات والوقعات، من قولهم: أثر فلان في القوم: إذا أوقع بهم، فيكون نحو الآثار في رواية الغالبي، وذكر الآثار في هذين الوجهين، وهو يريد أصحابهما، كما قلنا في رواية الغالبي.

وقال بعض أصحاب المعاني: يريد أنه إذا اتبع أثر طريدة بادرها ومنعها من أن تؤوب إلى ملجئها الذي خرجت منه فيكون مثل قول ابن مقبل يصف الفرس:

وصاحبي وهوه مستوهل وهل ... يحول بين حمار الوحش والعصر

وقوله: (وصاحب الجونة أن يغيبا) يريد أنه لو سابق الشمس إلى المغرب لسبقها إليه.

وقد أخذ أبو الطيب المتنبي هذا المعنى، وأوضحه بقوله:

ولو سابق الشمس من المشارق ... جاء إلى الغرب مجيء السابق

وأول من نبه على هذا المعنى النابغة الذبياني بقوله:

سماماً تبارى الشمس خوصاً عيونها ... لهن رذايا بالطريق ودائع

وأنشد أبو عبيدة من هذا الرجز، في كتاب الديباجة، ما أنا منشده في هذا الموضع، وهو:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015