وأنشد في هذا الباب:

(119)

(كأنها من سمن واستيقار ... دبث عليها عارمات الأنبار)

الرجز لشبيب بن البرصاء - فيما ذكر أبو حاتم السجستاني. ويروى استيفار بالفاء" وهو استفعال من الشيء الوافر. ويروى استيقار بالقاف، يريد أنها أوقرت بالشحوم. والرواية هي الأولى.

يقول: كأن هذه الإبل من سمنها ووفورها دبت عليها الأنبار العارمة فلسعتها فانتفخت. ويروى ذربات الأنبار، وفيه قولان: أحدهما أنها الحديدة اللسع من قولهم سكين ذرب ومذرب أي حاد. والثاني: أنها المسمومة. يقال: ذربت السهم إذا سقيته السم. ويقال للسم الذواب. وبعد هذين البيتين:

يتبعها أسود جسم العوار ... حمش الشوى ليس من أهل الأمصار

ذو زندة في قلعة وزمار

يعني بالأسود: الراعي، والجم: الكثير، والعوار: القذى يكون في العين ويكون أيضاً الوجع الذي يكاد يعور العين. والحمش: الدقيق، والشوى: القوائم وقوله: ليس من أهل الأمصار: يريد أنه ستغرب في الغلوات وراء الإبل لا يألف المحاضر. والزندة: ما يقدح به النار. والقلع: الكنف الذي يحبس فيه الراعي ما يحتاج إليه ويعلقه من وسطه. وأراد بالزمار اليراع الذي يزمر فيه الرعاء.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015