بملء حضر، فشهدوا له فقال، إنما تزينون ما أتى به، فأنا أعطيه لمكانكم ورعايتكم، لا لشعره، لأنه قد هجانى، وأمر له بصلة.
ومدحه بعض الشطار بشعر يقول فيه:
شجاع لجاع كاتب لاتب معاً ... كجلمود صخر حطه السيل من عل
خميص لميص مستمر مقدم ... كثير أثير ذو شمال مهذب
فطين لطين آمر لك زاجر ... حصيف لطيف حين يخبر يعلم
بليغ لبيغ كلما شئت قلته ... لديه وإن تسكت عن القول يسكت
أديب لبيب فيه عقل وحكمة ... عليم بشعري حين أنشد يشهد
كريم حليم قابض متباسط ... إذا جئته يوماً إلى البذل يسمح
وأعطي هذا الشعر لرجل طالبي، فلقي به شجاعاً وهو على قارعة الطريق، ووله الناس فاستوقفه وأنشده إياه، فضحك وشكره، ودخل إلى المستعين فرغب غليه في أمره، فأعطاه عشرة آلاف درهم صلة، وأجرى له ألف دينار راتباً في الشهر.
وقوله: (ومن قول آخر في وصف برذون أهداه، وقد بعثت إليك