[14] مسألة:
وأنشد في هذا الباب لأبي ذؤيب:
شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نثيج
وقال: معناه شربن من ماء البحر.
ثم قال بعد هذا في باب زيادة الصفات في قوله تعالى: (عينا يشرب بها عباد الله): إن معناه يشربها. ولا أعلم من جعل الباء في الآية زائدة. وفي بيت أبي ذؤيب: بمعنى (من). ولا فرق بين الموضعين، فإذا احتج له محتج بأنه لا يجوز تقدير زيادة الباء في البيت، لأنه يصير التقدير: شربن ماء البحر، وماء البحر لا يشرب كله، إنما يشرب بعضه، لزمه مثل ذلك في العين.
وأيضاً، فإن العرب تقول: أكلت الخبز، وشربت الماء، ومعلوم أنه لم يأكل جميع نوع الخبز، ولم يشرب جميع نوع الماء، وإنما مجاز ذلك على وجهين:
أحدهما: أن العموم قد يوضع موضع الخصوص، كما يوضع الخصوص موضع العموم.