(قال المفسر): هذا الذي قاله ابن قتيبة، قد قاله جماعة من اللغويين والنحويين. وكان القياس أن يقال: أدخنة وأعثنة. كما يقال في جمع غراب: أغربة. وقد جاء الدخان مجموعاً على القياس في قول الخطل:

صفر اللحى من وقود الأدخنات إذا ... قل الطعام على العافين أو قتروا

فجمع دخاناً على أدخنة، وأدخنة على أدخنات.

وقال أبو جعفر بن النحاس: الدواخن: جمع داخنة، والدخن جمع دخان. وهذا الذي قاله هو القياس، لأن فواعل، إنما هي جمع فاعلة، كضاربة وضوارب. وقد حكى في جمع دخان: دخان (بكسر الدال) وهو نادر ذكره ابن جني. وعلى هذا روى بيت الفرزدق:

(عقاب زهتها الريح يوم دخان)

ومجاز هذا عندي في العربية: أن يقال: لما كان فعال وفعيل يشتركان في المعنى، فيقال، طوال وطويل، وجسام وجسيم، حُمل بعضها على بعض في الجمع: فقالوا: دخان ودخان كما قالوا: ظريف وظراف. وكذلك قياس من قال: طوال وظراف وجسام، (إذا كسر للجمع) أن يقول طوال وظراف وجسام، كما يفعل من يقول: طويل وظريف وجسيم وهذا يسمى التداخل. ونظيره أن (فعلاً) المفتوح الأول الساكن العين، بابه أن يكسر في الجمع القليل على أفعل، كفلس وأفلس. (وفعل) المفتوح الفاء والعين بابه أن يكسر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015