ولكل طاعم حشمة فابدءوه باليمين. وقال المغيرة بن شعبة. العيش في إبقاء الحشمة.
وقال صاحب كتاب العين: الحشمة: الانقباض عن أخيك في المطعم، وطلب الحاجة، تقول: احتشمت عني. وما الذي حشمك وأحشمك وقد روى في شعر عنترة:
وأرى مطاعم لو أشاء حويتها ... فيصدني عنها كثير تحشمي
وقال كثير:
إني متى لم يسكن عطاؤهما ... عندي بما قد فعلت أحتشم
وقال الكميت:
ورأيت الشريف في أعين النا ... س وضيعاً وقل منه احتشامي
وقد يمكن أن تتأول هذه الأبيات كلها على ما قال الأصمعي. فلا تكون فيها حجة، فيكون معنى قول عنترة (فيصدني عنها كثير تحشمي):
أي إن أنفتي وحميتي من أن يتعلق بي عار وخُلُق أسب به، بمعنى من أخذ مالا يجب، لأن همتي ليست في السلب، إنما هي في المسلوب، فيكون نحو قول أبي تمام:
إن السود أسود الغاب همتها ... يوم الكريهة في المسلوب لا السلب