ثقافته وثناء العلماء عليه
كان الإمام المقدسي شغوفاً بالحديث وعلومه، فقد قضى جل طلبه في هذا الميدان حتى برز فيه، وفاق مشايخه وأقرانه، وأصبح من جهابذته وأعلامه، وإنتاجه العلمي في هذا الفن تميز بالجودة والدقة والإتقان، فكتابه الشهير الضخم في الرجال المعروف بـ ((الكمال)) والكتاب الذي ألفه مستدركاً فيه بعض الأوهام التي وقع فيها الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه ((معرفة الصحابة)) يدلان على نبوغ وبراعة وإتقان، فعمله في كتاب ((تبيين الإصابة)) كان عملاً جسوراً هابه جهابذة سواه، فهذا شيخه أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني تمنى أن يقوم بهذا العمل فلم يجسر عليه كما ذكر الضياء المقدسي حين قال: … فكان الحافظ أبو موسى يشتهي أن يأخذ على أبي نعيم في كتابه الذي في الصحابة فلم يجسر، فلما قدم الحافظ عبد الغني أشار إليه بذلك، قال: فأخذ على أبي نعيم نحواً من مئتين وتسعين موضعاً 1.