أَحَدُنَا إلَى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ» (?)، أي مرتفعة، هذا يدلنا على أنه يبكر بالعصر في أول الوقت، والشمس حية نقية.

والمغرب تقدم في حديث جابر: أنها إذا وجبت، إذا غابت الشمس صلاَّها، أذَّن ثم صلوا بعد المغرب، كان لا يتأخر بعد الأذان، يمهل قليلاً، ثم يصليها، ويبكر بها أكثر من غيرها، المغرب كان الصحابة إذا أذن قاموا وصلوا ركعتين قبل المغرب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ، صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ»، ثُمَّ قَالَ في الثَّالِثَةِ: «لِمَنْ شَاءَ» (?).

والعشاء كان تارة يعجل, وتارة يؤخر, إذا رآهم عجَّلوا عجَّل, وإذا رآهم أبطؤوا أخرها؛ ولهذا قال أبو برزة: «وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ مِنَ الْعِشَاءِ» (?)، ما كان يبادر بها - عليه الصلاة والسلام -؛ لأن الوقت غير ضيق، فكان يمهل فيها، حتى يتلاحق الناس, ويتجمَّع الناس.

والفجر يصليها بغلس كما قال جابر، قال أبو برزة: «وكان ينفتل منها» , يعني ينصرف منها «حين يعرف الرجل جليسه»، من نور الصبح ما فيه سُرُج، في ذلك الوقت السرج قليلة، كان ينفتل منها يعني ينصرف منها حين يتضح النور في داخل المسجد، ويعرف الرجل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015