* فيه من الفقه كراهية المسألة، وذلك أن المؤمن ينبغي أن يكون أعز من أن يرضى لنفسه أن يسأل غير الله عز وجل؛ إلا أنه إن أحاجه الله تعالى إلى الحال التي ينتهي به إلى سؤال بمقدار الكفاية فذلك له جائز، فإن الله تعالى أخبر عن موسى الكليم وصاحبه أنهما استطعما أهل قرية فأبوا أن يضيفوهما، فمنصرف حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسألة التي يجد الإنسان عنها مندوحة فتلك التي يأتي به يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم.
(والمزعة): هي القطعة من اللحم.
-1289 -
الحديث الخامس والخمسون:
[عن ابن عمر، قال: (كنا نتحدث عن حجة الوادع، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا، ولا ندري ما حجة الوداع؟ حتى حمد الله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأثنى عليه، ثم ذكر المسيح الدجال، فأطنب في ذكره، وقال: (ما بعث الله من نبي إلا أنذره أمته، أنذره نوح أمته والنبيون من بعده، وإنه يخرج فيكم، فما خفي عليكم من شأنه، فليس يخفي عليكم، أن ربكم ليس بالأعور، إنه أعور عين اليمنى (79/أ) كان عينية عنبة طافية، ألا أن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد- ثلاثًا، ويلكم- أو: ويحكم! انظروا، لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض).
وفي رواية: (وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فيها، وقال: أي يوم هذا؟).