*في هذا الحديث أن النوافل أفضل ما أتي بها في بيت الإنسان، وذلك به يخلص العبد من مداناة الرياء؛ لأن الفرائض تسلم من ذلك من أجل أنه يؤدي العبد بها حقًا واجبًا فهو كمن قضى دينًا، وأما النوافل فوضعها على التبرع والاختيار فإذا أتى بها ظاهرًا، أظهر ما إخفاؤه أفضل له وأحزم.
-1252 -
الحديث الثامن عشر:
[عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: (إذا أستأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها).
وفي حديث حرملة عن ابن وهب، قال: فقال بلال بن عبد الله (والله لنمنعهن، قال: فأقبل عليه عبد الله فسبه سبًا سيئًا، ما سمعته سبه مثله قط، فقال: أخبرك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقول: لنمنعهن؟).
وأخرجاه من حديث حنظلة عن سالم عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: (إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن).
وحكى أبو مسعود: أنهما أخرجاه من حديث عبد الله عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله).
وفي حديث أبي أسامة عن عبيد الله: (كانت امرأة لعمر، تشهد صلاة الصبح والعشاء في جماعة المسجد، فقيل لها: لما تخرجين، وقد تعملين أنه يكره ذلك ويغار؟ قالت: لم، قالت: فما يمنعه أن ينهاني؟. قالوا: يمنعه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله).
قال: وأخرجاه من حديث مجاهد عن ابن عمر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا