* وفيه من الفقه أن التسمية على الطعام مؤكدة، وأن الله سبحانه وتعالى يبارك في الطعام إذا ذكر اسم الله تعالى عليه لحمايته من الشيطان، فإن الشيطان إنما يمكنه أن يشارك الإنسان في طعامه إذا لم يذكر اسم الله تعالى عليه؛ لأن اسم الله تعالى هو نور كما قال الله تعالى {الله نور السموات والأرض} فإذا ذكر اسم الله عز وجل على طعام شمل نور الإسلام ذلك الطعام، فإذا مد إليه يده ادمي ولم يذكر (206/ أ) اسم الله تعالى عليه أوجد للشيطان طريقا من جهته فجعل يده مع يده. وأن الشيطان لم يمكنه أن يقربه حتى جاء بالمرأة كأنها تدفع فأمسك - صلى الله عليه وسلم - يدها ثم جاء بأعرابي كأنه يدفع فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده لأنهما جاءا إلى طعام لم يدعيا إليه على فجأة، ولم يتقدم لهما إذن، فكان مما عملاه من مخالفة الحق في ذلك كله طواعية الشيطان فلم يمكنهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك لئلا ينفذ حكم الشيطان على أحد في مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى طعام هو حاضره. ألا تراه يقول: (إن يده في يدي مع يدها).
* وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر استظهاره على الشيطان وقهره له (إن يده في يدي مع يدها، ثم ذكر اسم الله وأكل).
* وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر استظهاره على الشيطان وقهره له (أن يده في يدي) أي مملوكة مقهورة، ولم يقل: يده في يده، والله سبحانه أجل وأعلم.