* في هذا الحديث من الفقه أن الشهداء أعطوا ما لم يبق للأماني متطلع، وأنهم كرر عليهم السؤال مع العلم بأنه لم يبق في ذلك مطلب، ليعلم الراغبون في الجهاد فضله، وأنهم لم يتركوا من أن يسألوا قالوا بحالهم: ماذا نسأل وقد انتهت الأماني بنا وفرغت المسائل منا وتجاوز العطاء لنا مبالغ حد عقولنا. فلما كرر عليهم قالوا: إن كان كذا فما بقي فيما هو لنا ما يقبل زيادة بحال، ولكنه قد بقي ما هو لك يا رب وهو أن تردنا إلى الدنيا فنقتل فيك، فلما كان هذا السؤال ليس مما هو لهم ولا راجع إليهم تركوا؛ فدل هذا الحديث أن الشهداء بلغوا من فضل الله إلى ما لم يتبق فيه أمنية بحال. وقوله: نسرح من الجنة حيث شئنا يدل على أنهم لا يخصصون من الجنة موضعًا مفردًا بل يسرحون فيها حيث شاءوا.

-327 -

الحديث الثامن عشر (154/ أ):

[عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما تعدون الرقوب فيكم؟) قال: قلنا: الذي لا يولد له. قال: (ليس ذاك بالرقوب، ولكنه الرجل الذي لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015