* لما أتى الغادر بالشنعاء في اللوم وهي الغدرة وإنما يأتي ذلك لذل فيه عن المجاهرة بالغدر، رفع اللواء عليه لإظهار شهرته بعقوبة يشهدها الأولون والآخرون، كما يقام في الدنيا شاهد الزور، ويعلم الناس بحال المفلس؛ لئلا يغتر بهما أحد.
* وفي هذه الإهانة للغادر إكرام لأهل الوفاء بالعهود من جهة أنه شاركهم في العهد وتميز بالعقوبة، فلما أهين علمت كرامتهم.
- 286 -
الحديث الثاني والستون:
[عن أبي وائل قال: كنت جالسًا مع ابن مسعود وأبي موسى الأشعري فقالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن بين يدي الساعة أيامًا، ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج- والهرج: القتل).
وفي رواية البخاري أن الأشعري قال لعبد الله: أتعلم الأيام التي ذكر فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام الهرج؟ ....
قال ابن مسعود: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء).
وفي رواية لمسلم: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس)].