* وأما تلقي البيوع، فالمعنى فيه أنه إذا تلقاهم ولم يخبرهم بأسعار البلد غرهم.

وفي حديث آخر: (دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض).

- 269 -

الحديث الخامس والأربعون:

[عن عبد الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس من أجل أن يحزنه، ولا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها)].

* إنما نهى عن تناجي اثنين دون الثالث لأن ذلك يحزن الثالث، ومن أجل أنه يعطي هذا المقصد بين المسلمين منع ذلك على الإطلاق، فإذا انفردا عن أخيهما المسلم بنجوى أحزناه، فإن صاروا أربعة جاز أن يتناجى اثنان منهم؛ لأن ذلك المعنى يزول لانفراد اثنين بنجوى فيكون لكل واحد من الممنوعين بالادخال في السر أسوة بالآخر فلا يتعين انقباض من الواحد، بل لو تناجى ثلاثة دون الرابع كان كتناجي اثنين دون الثالث في الكراهية.

* وأما مباشرة المرأة المرأة؛ فإنه يدل على أنه يكره للمرأة أن تصف لزوجها امرأة أخرى والمراد بالمباشرة قيل: إنه رؤية البشرة. فلا ينبغي أن تصف ذلك لزوجها لا على وجه المدح فربما عرضه للافتتان بها، ولا على وجه الذم والوقيعة، فتمدح نفسها، فعلى كلا الحالين الوصف مكروه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015