-234 -
الحديث العاشر:
[عن عبد الله: قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غار بمنى، إذ نزلت عليه (والمرسلات) فإنه ليتلوها -وإني لأتلقاها- من فيه (123 أ)، وإن فاه لرطب بها، إذ وثبت علينا حية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اقتلوها)، فابتدرناها لنقتلها، فسبقتنا- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وقيت شركم ووقيتم شرها)].
قوله (بمنى) للبخاري دون مسلم.
* في هذا الحديث من الفقه أن ابن مسعود كان أول من تلقن المرسلات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
والغار: النقب في الجبل.
* ومعنى قوله: (وإن فاه لرطب بها) أي لم يمسك عن التلاوة لها بعد، ورطوبة الفم بها حركته للتلاوة.
* وفي الحديث دليل على إباحة قتل الحيات.
* وقوله: (وقيت شركم، ووقيتم شرها) فيه دليل على حسن تنبيه النبي - صلى الله عليه وسلم - في ألطاف الله عز وجل في جميع أقداره، وأنه لا يخلو له فعل من حكمة، وأنه سبحانه وتعالى قد يلطف بالشرير إمهالًا منه له، وإعذارًا فيه إلى أجل وحين، فإن هذه الحية على كونها لا منفعة منها في عاجل الحال، وقيت شر أولئك النفر الصالحين في أذاها، وقد يكون دفع الشر عنها لحمة اقتضت ذلك، وهي